اصدقاء ولكن

عندما كنت فى الثانوى تعرض والدى لحادث كبير على اثره مكث بعض الاشهر فى المشفى ورافقته امى وتفرق اخوتى فى بيوت العائلة ، لم تقف بجوارى فى تلك المحنة سوا زميلة من زميلات المدرسة الثانوية التى كان يجمعنى فنائها بتلك الفتاه 10 دقائق كل يوم او يومين
اما صديقتى المقربة فبعد انتهاء المحنة قررت ايضا انهاء صداقتنا ،على اثر انها لم تقف بجوارى فى محنتى ، وخسرت صديقتى المقربه منذ ذلك الحين .

فى الاعوام الكثيرة التالية وبعد المحن والازمات المتعاقبة ، لم اجد ايضا صديقاتى المقربات فى اى محنة تجاوزتها وفى كل مره كانت تجاورنى وتشد على عضدى من لم تكن فى يوم صديقتى ولكننى كنت اذكى قليلاً مما جعلنى اعى شيئا مختلفا لم يجعلنى افسد علاقاتى بالمقربات منهن او اخسرهن ، من فوق التلال العالية انظر للازمة بعد انتهائها واعيد التفكير فى كل ما مضى فى محاولات مضنية لاستشفاف الحكم والعبر مما حدث ، كان التفكير فى الصديقات ايضا مضنى ، تتوارد الاسئلة والاعذار ، وبغض الطرف عن كل الاعذار التى تخصهن وجدت ان ذلك كان الأفضل لى على الإطلاق ذلك ان اليد التى كانت لتمتد لتساعدنى على الوقوف مجدداً يجب ان لاتكون بقدر الحب الذى تنغمس فيه معى فى احزانى فتضعف ولا تقوى على مساعدتى لاتجاوز محنتى ،كان يجب ان تكون خارج دائرتى فلا تصل اليها ترددات مشاعرى السلبية وانكسارى ...
ربما كان ذلك معنا مختلف عن الصداقة ، ربما كان قاسيا لمن ينتظرون المقربين منهم فى الدعم والحضور ، وربما كان حجة لمن يهرولون بعيدا اذا ألم بصديقهم كارثه ليس لسؤهم هربوا بل لانهم يعلمون جيدا ان ايديهم وسواعدهم تختفى وتتلاشى ولا يجدون مد العون وانه فى تلك اللحظه تحديدا يظهر شبح احزانهم الماضية وكأن هناك من استدعاها لتفسد الزمن والحاضر وتعيد اللحظه ذاتها بكل المها وفجاعتها فتظن انها حدثت الان ...
لا تلوموهم فذلك فوق طاقاتهم لذا يهربون بعيداً ،بعيداً جدا عنكم ،
سيعودون قريباً ، فقط عندما ينتهى شبح الزمن الماضى وتعود عقارب الساعة للعمل فى اللحظة الراهنة .


حضورك يتعبنى

لا تجعلنى اعتادك ..فتتوه روحى وافقد توازنى فى غيابك ...
تكفينى روحك التى تطاردنى فى ذلك المكان ...
اتمنى انسحابك ...كأنسحاب المخدر من جسد المريض ..
كنت احب هذا المكان ...حتى اصبحت لعنتى فيه .....


خاطره

عجبتنى اوى الام صاحبة صفحة sherm arts and crafts
وكنت شايفاها ام مثاليه ..بعدين عرفت ان عندها طفل عنده توحد ومره كتبت معاناتها معاه
كان ممكن افضل باصة لنفسى من زاوية ...انى صغيرة وجميله بس مطلقه ..وفى غيرى اقل جمالا وذكاء ومتزوجات وحياتهم مستقره
بس انا قررت انى ابص من الزاوية التانية ...زاوية عين الرضا ...شفت انى مطلقه وسنى صغير دى ميزة عشان انطلق ..عشان اخد قررات فى حياتى بحرية ...عشان احقق حاجات كان صعب انى اعملها وقت ما كنت متجوزه ..عشان ابر امى وابى بر مختلف تماما عن برى لهم زمان قبل الجواز ...وطلع ان الى كنت بعمله مكنش بر اصلا ...شفت انى بقى عندى خبرات وتجارب لازم اساعد بيها غيرى ...اساعد صديقات بيوتهم على وشك الانهيار ..او صديقه خرجت محطمة من زيجه فاشله وزوج مش بنى ادم ...
فى ستات كتير بتسيب شغلها عشان تتفرغ لزوجها اولادها ...دا نوع تانى من التفرغ ...التفرغ من الزوج والتزماته عشان تكون مع اولادها بالكامل محدش يشغلها عنهم ...
لو فضلت تبص لنفسك من نفس الزاوية طول عمرك ..هتفضل فى جنب واحد ومحدش يعرف اذا كان الجنب دا افضل ولا لا غيرك انت ...
جرب تبص لحياتك من كل الاتجاهات ..ومتوقفش عند النقص ..روح شوف الزيادة فين واستمتع بيها


روحى التى تتفلت

انتزعها انتزاعا من بين يديك
نفسى التى سرقتها منى ولم تعد
قاسمتها لأن فكرت بك لحظه لأقسون عليها قساوة لا مثيل لها
فباتت تمتم وعاندتنى واحضرتك الى حلمى يوميا
قلت
ربما البعد دواؤها
فما زادها الا تعلقا
هلا رحلت عن خاطرى ؟!
كى لا تعذبنى روحى فأقسوا عليها ...


حلم

وتراودنى فى حلمى فأصحوا مبتهجه من حلم صاحبتنى طيلته وحدثتنى فيه كثيرا ولم تفارقنى حتى صحوت
ليتك تزورنى هكذا حتى ولو فى الحلم كل ليله


6

استقبلت سها اولادها وزوجها حسن فى المطار واقاموا جميعا فى بيت العائله الكبير ..
ذلك البيت الذى اعده والدها على امل ان يسكنه اولاده جميعا فبناه من اربع طوابق سلمه داخلى من الطابق الارضى وكل طابق به شقتان متقابلتان  لحسام وعصام الطابق الثانى وسها وثناء الطابق الثالث  والرابع به شقه واحده للاخ الاصغر عاصم ..لكن لا احد سكن به وظل مهجورا الا فى الاجازات المتفرقه ولا يجتمعون حتى ثناء التى تقطن نفس البلد فضل زوجها محمد السكن فى شقته هو ...
سعدت الجده بأحفادها الذين تجمعوا حولها اولا سيف وعلى واخوته احمد وسلمى ثم ابناء سها ( سندس .....)  كانت فقرة العشاء من اهم فقرات اليوم خاصة لدى سيف الذى ارتبط بجدته ارتباط وثيق عوضها عن غياب ابيه اكبر ابنائها كانت احاديث العشاء من امتع الاحاديث لديهم جميعا الجدة وسيف وعلى ثم الفتايات الاتى حضرن مؤخرا ....
لم تكن الفتايات يشاركن كثيرا فى الحديث فوجود شابين على المائدة لم يكن بالامر الاعادى فى حياة مغلقه كالتى كانوا يعيشونها ...
كانت تتابع سندس الحديث دائما وهى صامته بينما كانت تستئذن نور فى معظم الاحيان ويلهون الصغيرات قليل بعد العشاء ..قبل ان تناديهم سها للنوم
استغل حسن تلك الاجازه فى زيارة اقاربه واهله فى بلدته فى احد قرى احد المحافظات واخذ معه سها والفتايات ....
واستغل الجزء الاخر فى الخروج والتنزه مع الفتايات

على العشاء كل ليلة كانت سندس وهى تستمع الى احاديث الجدة عن ذكرياتها مع ابنائها لم تلك هى متعتها الوحيده كان ايضا الاستماع الى سيف وهو يضحك ويعلق على حكايا الجده ...
تلك النبضات الخفيفه التى كانت تشعر بها سندس لاول مرة فى حياتها مع قشعريرة خفيفه تنتابها حين يتحدث..او يضحك ..كانت تشعرها بالسعاده البالغه ..
سعادة لم تكن تعلمها من قبل ..فى ذلك القلب الغض الصغير ..
تحشرج صوتها وتقطعت انفاسها واضطربت حين سألها سيف عن دراستها فى السعودية ..
اجابت بكلمات مقتضبه وسريعه ثم استئذنت وانصرفت من فرط حرجها ...
ادرك على ذلك وابتسم بمكر ولم يعقب ...لكن سيف لم ينتبه لما حدث واكمل حديثه مع الباقين ...
...................................

كانت المكالمة هادئه حتى اخبرها سيف انه قابل خاله مصطفى الذى لم يعرفه حتى عرفه سيف بنفسه وذهب معه الى بيته ورأى جدته المريضه
_ ومن سمح لك بزيارته
_ هو فى النهاية خالى مهما كان قدر الخلاف بينكم
_ وكيف تعامل معك
_ فى منتهى اللطف والود ...وكذلك اولاده
قالت امل بانفعال
_ طبعا منتهى الود ما لم تسأل عن ميراث
_ لا اعلم ...هو لم يسألني عن شىء. ..وانا اوضحت له سبب وجودى فى مصر  ..
سكت سيف برهه
فقالت امل
_ سيف ...هل رايت جدتك
سكت سيف قبل ان يجيبها
- نعم ...
_ وكيف هى
- مريضه للغاية ...
هتفت امل باستنكار لما يقوله
_ امى !! ماذا بها
- تغيب كثيرا عن الوعى وتفيق لا تكاد تعرفهم
ثم ضحك سيف ضحكه ساخره
وبالطبع لم تتعرف على 
اغلقت امل الهاتف مع سيف ووضعت رأسها بين كفيها وبكت بكاء شديد ...بكت رغم صلابتها وقسوة تعبيرات وجهها اذا ذكر هذا الموضوع تحديدا
صلابه تحدثت بها مع امانى اختها فى الهاتف لتخبرها بماقاله سيف
امانى : يا حبيبتى يا امى ...قصرنا كثيرا فى حقها يا امل
امل : هى من فعلت ذلك
_ وماذا كان بيدها
- على الاقل لم تعترض على ما فعله مصطفى ...
الا تذكرين حين طردنا مصطفى من بيته حين طالبنا بميراثنا ...لم تعترض ولم تحرك ساكنا
- لكنها امى يا امل ..امى ولن انتظر هنا بعد ما علمت انها مريضه ..
- ستعودين ؟؟
- لا يحتاج الامر لنقاش يا امانى
لم يناقشها عصام بل تفهم الامر وحاول مع حسام لاقناع امل بالسفر ايضا لترى والدتها المريضه ..
كما اتفقا على قضاء اجازه ورؤية والدتهما وثناء بعد ما علموا بوجود سها ايضا ...
كانت فرصة رائعة لتجمع العائلة معا فى مصر لاول مرة ..
كان سيف بانتظارهم بالمطار ...عانقهم جميعا فقد اشتاق اليهم كثيرا...لم يغادروا المطار لان طائرة عصام القادمه من لندن على وصول ...انتظر الجميع فى صالة الانتظار حتى هبطت الطائرة ...
تعانق الاخوان حسام وعصام ..والاختان كذلك امل وامانى ...
وتعلقت ربا فى عنق عمها حسام كالاطفال بينما كانت روبان تعطس من تغيير الجو ...
انتهت ربا من جولة العناق والمرح التى اشاعتها فى سلامها على الجميع ..حتى وصلت لعلى فقالت ..
انت على ..اووه تغيرت كثيرا عن اخر صورة ارسلتها عمتى لكم ..
ابتسم على وقال ساخرا دائما ما تورطنى امى
لم تستطع قول شىء حين وصلت لصاحب العينين الواسعتين المحملقتين بها
سيف - حمدلله على سلامتكم
ربا - لم تتغير كثيرا ...



سلاحف النينجا

كان الاطفال يشاهدون سلاحف النينجا حين جلست بجوارهم تنهى عملا منزليا ..راح الصغيران يحدثانها عن المسلسل الكرتونى وابطاله....هذا “ليوناردو ماما  وهذا”ميكيلانجيلو”،والاخرهذا ”رفائيل”، والاخيى”دوناتيلو"
اومئت برأسها وهى تستمع لحماسة لصغير واخذتها الذكرى الى نفس الحماسه التى كان يحدثها بها حينما كانوا فى نفس سن الصغير .... تفاجأت حين فتح العلبه ورأت بزل سلاحف النينجا وكانت الاولى التى ترى فيها لعبه لاحد الشخصيات الكرتونيه ...تحداها فيها حتى اتقنتها كما تحداها فى كل اللعب التى كانت تراها لديه لاول مره ....الشطرنج...الدمينو....الاوراق الماليه بنك الحظ التى اهداها لها قبل سفرها ....لتأخذها معاها فتلعب وتسأنس وتتذكر كلما لعبت ...بل كلما رأت اللعبه او اى من الالعاب الاخرى تذكرت ...تمر كل ذكريات الطفوله كشريط سينمائى ..فى كل مشهد له صورة ...ان لم يكن اكثر ...


يتبع


خاطرة القصه

هذا ليس فصلا جديدا فى الحكايه ...وليست حلقه جديده
هذه خاطرتى حول كتابتى فى القصه ....لم اكن اتخيل يوما انى سأنسج قصه  من خيالى ربما تبدو الاحداث شبيهه جدا بالواقع قد تحدث فى اى مكان ...لكن الاهم انها ليست قصه حياتى ...فى لحظات كنت اظن اننى يوما ما سأكتب قصه حياتى ....
ان كانت نور قلبى ليست حياتى الشخصيه لكنى بثثت فيها اغلب مشاعرى ....ظهرت فيها بين الحين والاخرى فى موقف هنا فى حوار هناك ....لا تشبهنى نور بالمره وفضلت ذالك حتى اتحدث عنها بحريه .....ارهقتنى المشاعر فى هذه القصه ...كنت بعد انتهاء الحلقه ...اشعر باستنزاف لقواى ....
ربما اكتب غيرها وربما لا .. لكنها حقا كانت تجربة ممتعه ...
..........
القصه pdf على صفحتى الشخصيه على الفيس بوك
وحلقات متتابعه على مدونة فنجان قهوة


Posted via Blogaway