حلم

وتراودنى فى حلمى فأصحوا مبتهجه من حلم صاحبتنى طيلته وحدثتنى فيه كثيرا ولم تفارقنى حتى صحوت
ليتك تزورنى هكذا حتى ولو فى الحلم كل ليله


6

استقبلت سها اولادها وزوجها حسن فى المطار واقاموا جميعا فى بيت العائله الكبير ..
ذلك البيت الذى اعده والدها على امل ان يسكنه اولاده جميعا فبناه من اربع طوابق سلمه داخلى من الطابق الارضى وكل طابق به شقتان متقابلتان  لحسام وعصام الطابق الثانى وسها وثناء الطابق الثالث  والرابع به شقه واحده للاخ الاصغر عاصم ..لكن لا احد سكن به وظل مهجورا الا فى الاجازات المتفرقه ولا يجتمعون حتى ثناء التى تقطن نفس البلد فضل زوجها محمد السكن فى شقته هو ...
سعدت الجده بأحفادها الذين تجمعوا حولها اولا سيف وعلى واخوته احمد وسلمى ثم ابناء سها ( سندس .....)  كانت فقرة العشاء من اهم فقرات اليوم خاصة لدى سيف الذى ارتبط بجدته ارتباط وثيق عوضها عن غياب ابيه اكبر ابنائها كانت احاديث العشاء من امتع الاحاديث لديهم جميعا الجدة وسيف وعلى ثم الفتايات الاتى حضرن مؤخرا ....
لم تكن الفتايات يشاركن كثيرا فى الحديث فوجود شابين على المائدة لم يكن بالامر الاعادى فى حياة مغلقه كالتى كانوا يعيشونها ...
كانت تتابع سندس الحديث دائما وهى صامته بينما كانت تستئذن نور فى معظم الاحيان ويلهون الصغيرات قليل بعد العشاء ..قبل ان تناديهم سها للنوم
استغل حسن تلك الاجازه فى زيارة اقاربه واهله فى بلدته فى احد قرى احد المحافظات واخذ معه سها والفتايات ....
واستغل الجزء الاخر فى الخروج والتنزه مع الفتايات

على العشاء كل ليلة كانت سندس وهى تستمع الى احاديث الجدة عن ذكرياتها مع ابنائها لم تلك هى متعتها الوحيده كان ايضا الاستماع الى سيف وهو يضحك ويعلق على حكايا الجده ...
تلك النبضات الخفيفه التى كانت تشعر بها سندس لاول مرة فى حياتها مع قشعريرة خفيفه تنتابها حين يتحدث..او يضحك ..كانت تشعرها بالسعاده البالغه ..
سعادة لم تكن تعلمها من قبل ..فى ذلك القلب الغض الصغير ..
تحشرج صوتها وتقطعت انفاسها واضطربت حين سألها سيف عن دراستها فى السعودية ..
اجابت بكلمات مقتضبه وسريعه ثم استئذنت وانصرفت من فرط حرجها ...
ادرك على ذلك وابتسم بمكر ولم يعقب ...لكن سيف لم ينتبه لما حدث واكمل حديثه مع الباقين ...
...................................

كانت المكالمة هادئه حتى اخبرها سيف انه قابل خاله مصطفى الذى لم يعرفه حتى عرفه سيف بنفسه وذهب معه الى بيته ورأى جدته المريضه
_ ومن سمح لك بزيارته
_ هو فى النهاية خالى مهما كان قدر الخلاف بينكم
_ وكيف تعامل معك
_ فى منتهى اللطف والود ...وكذلك اولاده
قالت امل بانفعال
_ طبعا منتهى الود ما لم تسأل عن ميراث
_ لا اعلم ...هو لم يسألني عن شىء. ..وانا اوضحت له سبب وجودى فى مصر  ..
سكت سيف برهه
فقالت امل
_ سيف ...هل رايت جدتك
سكت سيف قبل ان يجيبها
- نعم ...
_ وكيف هى
- مريضه للغاية ...
هتفت امل باستنكار لما يقوله
_ امى !! ماذا بها
- تغيب كثيرا عن الوعى وتفيق لا تكاد تعرفهم
ثم ضحك سيف ضحكه ساخره
وبالطبع لم تتعرف على 
اغلقت امل الهاتف مع سيف ووضعت رأسها بين كفيها وبكت بكاء شديد ...بكت رغم صلابتها وقسوة تعبيرات وجهها اذا ذكر هذا الموضوع تحديدا
صلابه تحدثت بها مع امانى اختها فى الهاتف لتخبرها بماقاله سيف
امانى : يا حبيبتى يا امى ...قصرنا كثيرا فى حقها يا امل
امل : هى من فعلت ذلك
_ وماذا كان بيدها
- على الاقل لم تعترض على ما فعله مصطفى ...
الا تذكرين حين طردنا مصطفى من بيته حين طالبنا بميراثنا ...لم تعترض ولم تحرك ساكنا
- لكنها امى يا امل ..امى ولن انتظر هنا بعد ما علمت انها مريضه ..
- ستعودين ؟؟
- لا يحتاج الامر لنقاش يا امانى
لم يناقشها عصام بل تفهم الامر وحاول مع حسام لاقناع امل بالسفر ايضا لترى والدتها المريضه ..
كما اتفقا على قضاء اجازه ورؤية والدتهما وثناء بعد ما علموا بوجود سها ايضا ...
كانت فرصة رائعة لتجمع العائلة معا فى مصر لاول مرة ..
كان سيف بانتظارهم بالمطار ...عانقهم جميعا فقد اشتاق اليهم كثيرا...لم يغادروا المطار لان طائرة عصام القادمه من لندن على وصول ...انتظر الجميع فى صالة الانتظار حتى هبطت الطائرة ...
تعانق الاخوان حسام وعصام ..والاختان كذلك امل وامانى ...
وتعلقت ربا فى عنق عمها حسام كالاطفال بينما كانت روبان تعطس من تغيير الجو ...
انتهت ربا من جولة العناق والمرح التى اشاعتها فى سلامها على الجميع ..حتى وصلت لعلى فقالت ..
انت على ..اووه تغيرت كثيرا عن اخر صورة ارسلتها عمتى لكم ..
ابتسم على وقال ساخرا دائما ما تورطنى امى
لم تستطع قول شىء حين وصلت لصاحب العينين الواسعتين المحملقتين بها
سيف - حمدلله على سلامتكم
ربا - لم تتغير كثيرا ...



سلاحف النينجا

كان الاطفال يشاهدون سلاحف النينجا حين جلست بجوارهم تنهى عملا منزليا ..راح الصغيران يحدثانها عن المسلسل الكرتونى وابطاله....هذا “ليوناردو ماما  وهذا”ميكيلانجيلو”،والاخرهذا ”رفائيل”، والاخيى”دوناتيلو"
اومئت برأسها وهى تستمع لحماسة لصغير واخذتها الذكرى الى نفس الحماسه التى كان يحدثها بها حينما كانوا فى نفس سن الصغير .... تفاجأت حين فتح العلبه ورأت بزل سلاحف النينجا وكانت الاولى التى ترى فيها لعبه لاحد الشخصيات الكرتونيه ...تحداها فيها حتى اتقنتها كما تحداها فى كل اللعب التى كانت تراها لديه لاول مره ....الشطرنج...الدمينو....الاوراق الماليه بنك الحظ التى اهداها لها قبل سفرها ....لتأخذها معاها فتلعب وتسأنس وتتذكر كلما لعبت ...بل كلما رأت اللعبه او اى من الالعاب الاخرى تذكرت ...تمر كل ذكريات الطفوله كشريط سينمائى ..فى كل مشهد له صورة ...ان لم يكن اكثر ...


يتبع


خاطرة القصه

هذا ليس فصلا جديدا فى الحكايه ...وليست حلقه جديده
هذه خاطرتى حول كتابتى فى القصه ....لم اكن اتخيل يوما انى سأنسج قصه  من خيالى ربما تبدو الاحداث شبيهه جدا بالواقع قد تحدث فى اى مكان ...لكن الاهم انها ليست قصه حياتى ...فى لحظات كنت اظن اننى يوما ما سأكتب قصه حياتى ....
ان كانت نور قلبى ليست حياتى الشخصيه لكنى بثثت فيها اغلب مشاعرى ....ظهرت فيها بين الحين والاخرى فى موقف هنا فى حوار هناك ....لا تشبهنى نور بالمره وفضلت ذالك حتى اتحدث عنها بحريه .....ارهقتنى المشاعر فى هذه القصه ...كنت بعد انتهاء الحلقه ...اشعر باستنزاف لقواى ....
ربما اكتب غيرها وربما لا .. لكنها حقا كانت تجربة ممتعه ...
..........
القصه pdf على صفحتى الشخصيه على الفيس بوك
وحلقات متتابعه على مدونة فنجان قهوة


Posted via Blogaway


الحلقة الاولى


اوهمتُهٌم جميعا وخاصة امى انى نسيت الماضى وتعافيت من آلمى ..وحين اذكرها ادعو لها بالرحمة والمغفرة وترحل الذكرى بعيداا عنى
لا يعلمون انى اعيش فى الماضى مع كل ذكرى لى ولها مع كل ضحكه ضحكناها سويا , مع كل الم تألمَتهُ وحدها ولم استطيع حمل بعضه عنها او التخفيف منه ..اعتصر الماً كلما تذكرت تلك اللحظه ..اصعب لحظه مرت فى حياتى بل الأبئس على الاطلاق
حين فاضت روحها وروحى معها وانا احمل رأسها على صدرى إنتفض جسدها النحيل نفضه خفيفه ذاغ بصرها ’ابتسمت وراحت للابد ..راحت لجنات النعيم لحياة الخلد بلا مرض او وجع ..ذهبت الى ربها هو ارحم بها منا ..منا جميعاً ..ومنى انا ايضا
تلك الملاك فى صورة أنثى لا تكون الارض لمثلها بل لها جنات وقصور وانهار من لبن وعسل مصفى ..تلك حياة تليق بها بين الحوريات ..
زهِدَت فى الدنيا بعدها وتمنيت كثيرا الحاق بها ..أن لا تدعنى وحدى ...
سأت حالتى كثيرا ولم ادرك اننى أعذِب معى قلبٌ أخر ..قلبٌ نقى ..قلبٌ يرانى بشبه روح ..وشبه جسد ..قلب امى ..كلما راتنى على هذه الحاله .
تصنعت الثبات واننى افضل بمرور الوقت وقد مر عام على رحيلها ..
فكرت فى الهرب ....اقصد السفر هو فى الحقيقه هرب من شبح يطاردنى ..من تعاسه سببتها لأمى ..من كلمات لازعه من الاقارب وبعض الاصدقاء .." تزوج باخرى وستنساها ....انت لسه فاكرها ....يا عم الله يرحمها شوف حالك بقى ....حرام عليك امك معذبها معاك "
ما كانت تلك كلمات مواساة ابدا كانت سكاكين تصوب الى قلبى فتزيد الامى ونزيفى ..
تمسكت بالفكره ورضخت امى لمطلبى بعد ان اقنعها اخى الاكبر وطلب منها العيش معه هكذا اطمئِن عليها . فهى تحب زوجة اخى والاخرى تحبها ..وكانت تحب زوجتى ايضا كانت تقول عنهما دوما " لم يروقنى الله البنات من رحمى لكن رزقنى زوجات اولادى هن اكثر من بناتى "
كنت امازحها دوما حين تقف فى صفها على " انا مش عارف مين فين ابنك بالضبط "
فتقول " انت ابنى الى مربياك وعارفاك..انما هى امانه عندى " وتكمل متوعده " عارفين الى هيزعل منكم مراته تانى لا هو ابنى ولا اعرفه "


فى الحقيقه لم يحدث بيننا مشاجرات كالتى تحدث بين الازواج وكالتى بين اخى وزوجته
كانت زوجة اخى تقول " كل ما تعدى عليكم سنين كل ما خناقكم ونقاركم مع بعض يزيد "
انظر لزوجتى نظره فتفهم ما تقوله عيناي لها " هل هذا صحيح ؟..هل هذا سيحدث حقا ؟ "
فتجيب " طول ما احنا قلوبنا عمرانه بحب ربنا وكل واحد فينا بيقّدر التانى ويفهمه عمر ما هيكون بينا مشاكل "
ليتها حدثت يا حبيبتى ..ليتها حدثت تلك المشاكل ....ليتنا تشاجرنا ليل نهار ...ليتك غضبت منى كثيرا ...ليتك كنت سىيئه ....
كنت استقويت على فراقك ..كنت تحججت لنسيانك بانك كنت زوجه سيئه متعبه ...
لا والله ابدا ما كنتِ كذلك
وما كنت يوما زوجه سيئه ...كنت دوما زوجه مطيعه هادئه ..مرحه بشوشه ..
تحقق فيك حديث رسولى الكريم صلى الله عليه وسلم " الدنيا متاع وخير متاعها الزوجه الصالحه "
كنت انت الزوجه الصالحه
كلما نظرت اليك كما قال النيى صلى الله عليه وسلم سُررت ..وان غبت عنك حفظتينى فى مالى وعرضى .


اااه يا حبيبتى كم اشتاقكك ...كم افتقدك ....احضن صورتك كل ليلله كى استطيع النوم ..واصحو وهى بين زراعى .اطارها مبلل من اثر دموعى عليها.


ظللت هكذا فى غربتى على حالى عامان وقد مر على رحيلها ثلاثة اعوام قضيت الاولى ولا اعلم كيف انقضت بدونها فى بلدى بين امى واخى واهلى واصدقائى الذين حاولوا التخفيف عنى ولم يفلح اى منهم
وقضت الاخران فى غربتى بين احزانى ...
لم يقوى احد على اقناعى بالعوده الى الوطن وقد غاب عنى وطن قلبى ...تركونى على حالى داعين الله لى ان انسى ..واعود كما عرفوه بضحكه ومرحه ونكاته التى لا تقف عند حد ...
حتى
حدثنى صديقى واخبرنى بموعد زفافه وضمّن كلامه انه بحاجتى ...دعونى احدثكم عنه ...فهو ليس صديقى فحسب بل ايضاابن خالٍ لى

معاً من نعومة اظافرنا لم نفترق حتى الجامعه صحيح اننا التحقنا بكليات مختلفه فالتحق هو بالصيدله وانا بالحاسبات لكنا تخرجنا من نفس الجامعه ...
كان معى فى كل تفاصيل حياتى الصغيره قبل الكبيره ..كان معى حين تعرفت على زوجتى اول مره , وكان معى حين تقدمت لخطبتها ....كان معى فى تجهيز الشقه وشراء المستلزمات ..فى بعض الاحيان كنت اوكل اليه شراء بعض ما ينقصنى دون ان اراها وكنت اردد له دوما "لو كنت رحت مكنتش هاجيبها بالضبط كده ..عينى عليك ديما فاهمنى "

اذكر جيدا يوم زفافى كيف وقف بجانبى من الصباح حتى اوصلنى وعروسى الى بيتى ....ومأخرا كيف كان بجانبى فى ازمتى وفقدى لحبيبتى لم اكن اسمح لغيره ولم يكن لغيره استطاعه على اقتحام شرنقتى ....

بالطبع لم اكن لاسمح لنفسى ان اخذله فى يوم كهذا .
لم ازر مصر خلال العامان ولم اكن اتمنى زيارتها ثانية ولولا وجود امى واخى وصديقى بها ماعدت اليها مخافة ان تهجم على كل الذكريات التى هربت منها واحاول جاهدا ان اتناساها وتأبى الا ان تسكننى مهما ذهبت ..

حسمت قرارى ان اعود باجازه جيده نوعا معا اقف بجانب صديقى فى زفافه وارى امى واخى وبعدها اعود الى كهفى فى مهجرى من جديد ......لم اكن اعلم ان الزياره ستصبح اقامه ...وان سدى المنيع الذى بنيته حول نفسى فى الاعوام السابقه سينهار فى لحظه ...وستغمرنى مياه كمياه نهر ثائر تهووى بى مسرعة الى حافته ..فاسقط فى شلال ليس لى منه مفر ....وتنقلب حياتى على اثرها راساً على عقب ...

فى صمت

فى صمت
دعنى اصب محبتى ...فى صمت
ابثك شوقى وحنينى فى سكون
احدثك احاديث المحبين....فى صمت
دعنى اطلعك على اخر الاسرار واشدها
انى ما نسيت الحب وانه عصى على  النسيان
وان القلب ما توقف عن النبض...اتعلم شيئا..انه ما عاد مهما لمن تكون ...لمن هى النبضات

حين شعرت بالنسمات تداعب قلبها   حين أزهرت كل البرعمات وأخضرت كل وريقات الاشجار الذابله ..وقفزت بسمه خجلة على الثغر ..........تنبهت واستفاقت واسرعت
تقفل الابواب وتسد النوافذ ..وتدير ظهرها لمكان محتمل مروره به ......
تسد ...المدخنه ...اسفل البيبان ....حتى عينيها أغلقتها خوفا ان تتلاقى فتتمرد عليها فيصيبها مس من مرض قد تعافت منه من قريب ..
حتى انها تخرج من الباب الخلفى وظهرها لمكان مروره ....
تخاف واول من تخشاه هو ربها الذى من عليها بقلب خفاق رقيق لا يتحمل الضغط او الكسر ...
فطنت لذلك مؤخرا فودت لو غلفته فى صندوق وكتبت عليه ممنوع اللمس او الاقتراب والصقت على الغلاف ملصق(سهل الكسر ولا يتقبل الضغط) .....

أليف

ليست انانيه ان تتمنى من يسمعك ..من ينصت اليك انت
من ينظر بعينيك ويتابع حركات شفتيك وانت تبوح له بالكلمات والاسرار ..من يفهم الكثير من قليل الكلمات او ربما من لا كلمات ..ان يضحك من سويداء قلبه وانت تحكى عن شىء مضحك حدث معك ليس الا لانه عايش بقلبه ما تحكى